الوحي والتشابك الكمي والحسد أ. د. عبد الرزاق منصور علي
الوحي والتشابك الكمي والحسد
أ. د. عبد الرزاق منصور علي
التشابك الكمي هو ظاهرة التشابك والاتصال المعلوماتي على مستوى الجسيمات الصغيرة دون الذرية. فعندما يتشابك جسيمان، مثل زوج من الفوتونات أو الإلكترونات، يظلان متصلين حتى عندما تفصل بينهما مسافات شاسعة بغض النظر عن مدى بعدهما في الفضاء، ينشأ التشابك من الاتصال بين الجسيمات، والجزء الغريب في التشابك الكمي هو أنه عندما تقيس شيئاً عن أحد الجسيمين في زوج متشابك، فإنك تعرف على الفور معلومات عن الجسيم الآخر، حتى لو كانا على بعد ملايين السنين الضوئية. وهذا الاتصال الغريب بين الجسيمين يحدث بشكل لحظي، ويبدو وكأنه يكسر نسبية أينشتين في أن أي سرعة في الكون لا تتجاوز سرعة الضوء-
ولأن العلماء لم يستطيعوا تحديد القوة التي تستطيع نقل المعلومات بهذه السرعة الفلكية لذلك أطلقوا على هذه الطاقة اسم "الشبكة الكونية"-
ولأن التجارب قد أجريت على زوج من الجسيمات انفصلا عن جسيم واحد فمن المنطق أن تطبق عملية التشابك الكمي على كل جسيمات الكون بما في ذلك أنفس الكائنات الحية وعلى رأسها الانسان لأن كل جسيمات الكون تم تخليقها من الجسيم الأولي لحظة حدوث الانفجار العظيم منذ مليارات السنين-
أمثلة عملية لا يمكن فك لغزها الا بواسطة التشابك الكمي: على المستوى المادي مثلا،
إنترنت الأشياء الذي لا يقتصر فيه التواصل بين البشر- وبين البشر وبين الآلات فحسب، بل يشمل أيضًا التواصل بين الآلات وبين الأشياء الذكية اليومية- يشمل إنترنت الأشياء العديد من الأجهزة "الذكية" الشبيهة بالحاسوب والتي أصبحت شائعة اليوم، والتي يمكنها الاتصال بالإنترنت أو التفاعل عبر الشبكات اللاسلكية؛ وتشمل هذه "الأشياء" الهواتف والأجهزة ومنظمات الحرارة وأنظمة الإضاءة وأنظمة الري وكاميرات المراقبة والمركبات وحتى الحيوانات والمدن
- وعلى المستوى الإنساني نجد ظاهرة توارد الخواطر
“Telepathy”
التي تعني استقبال وتوارد أفكار ومشاعر متماثلة ومتزامنة بين أفراد تفصلهم مسافات شاسعة
الوحي: هو الطاقة والقوة التي تنقل الوعي أي أنها طاقة التشابك الكمي والاتصال المعلوماتي التي تربط كل أرجاء وجسيمات الكون، وهي التي لم يتوصل علماء فيزياء الكم لمعرفة كنهها حتى الآن- تدبر معي قوله تعالى عن الأرض (بأن ربك أوحى لها) الزلزلة5 - وعن النحل (وأوحى ربك الى النحل) النحل 68 - (وإذ أوحيت الى الحواريين أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) المائدة: 111 -
الوعي: مع أن تواصل الخلايا العصبية في الجهاز العصبي مع بعضها البعض يتم من خلال الإشارات الكهروكيميائية الا أن الوعي يتشكل بسبب التحفيز الخارجي المتمثل في نقل المعلومات من الشبكة الكونية الى شبكة وعي الفرد منا (وهي جزء من الشبكة الكونية) في شكل ديناميكي معقد يتم القاؤه وبث اشاراته في الخلايا العصبية-
رصد العلماء شكل ما يحدث للخلايا العصبية عند حالة التفكير والوعي بحدوث اهتزازات موجية تتداخل مع بعضها لتكون أشكالا هندسية مجسمة معقدة تفوق أبعادها عدد الابعاد المعروفة لدى علماء الفيزياء،
الوعي لا يمكن اختزاله ببساطة في النشاط العصبي وحده. يبدو أن تجربتنا الواعية لا يمكن أن تنشأ من الدماغ، ولا تنشأ من أي عملية فيزيائية، بل ينشأ الوعي من الزخم المعلوماتي للتجربة الانسانية
كلما زادت المعلومات التي تتم مشاركتها ومعالجتها بين العديد من المكونات المختلفة للتجربة الفردية، كلما ارتفع مستوى الوعي. ولعل أفضل طريقة لفهم ما يعنيه هذا عمليًا هي مقاربة النظام البصري في الدماغ بكاميرا رقمية. اذ تلتقط الكاميرا الضوء الذي يضرب كل بكسل من مستشعرات الصورة - وهو ما يمثل بوضوح كمية هائلة من المعلومات الإجمالية. لكن البكسلات لا "تتحدث" مع بعضها البعض أو تتقاسم المعلومات: كل منها تسجل بشكل مستقل جزءًا صغيرًا من المشهد. وبدون هذا التكامل، لا يمكن أن يكون لها تجربة واعية ثرية-
مثل الكاميرا الرقمية، تحتوي شبكية العين البشرية على العديد من المستشعرات التي تلتقط في البداية عناصر صغيرة من المشهد. وهذه البيانات يتم مشاركتها ومعالجتها بعد ذلك عبر العديد من مناطق الدماغ المختلفة. ستعمل بعض المناطق على الألوان، ويتم تكييف البيانات الأولية لفهم مستويات الضوء حتى نتمكن من التعرف على الألوان. يفحص البعض الآخر الخطوط العريضة، والتي قد تنطوي على تخمين أجزاء من الجسم غير واضحة حتى تتمكن من الحصول على إحساس بالشكل العام.
إن هذه المناطق سوف تتقاسم هذه المعلومات، وتمررها إلى أعلى في التسلسل الهرمي لدمج العناصر المختلفة ــ وتخرج التجربة الواعية لكل ما هو أمامنا
وخلافاً لمكتبة الصور في الكاميرا الرقمية، فإننا لا نخزن كل تجربة على حدة. بل يتم دمجها وربطها ببعضها البعض لتكوين سرد قصصي ذي مغزى. وفي كل مرة نختبر فيها شيئاً جديداً، يتم دمجه مع المعلومات السابقة. وهذا هو السبب في أن طعم قطعة واحدة من الكعكة قد يثير ذكرى من طفولتنا البعيدة ــ وكل هذا جزء من تجربتنا الواعية-
الخلية العصبية الواحدة تحمل نسخة فورية ديناميكية متزامنة من الوعي الكلي للفرد بدليل أن بعض الناس يفتقر إلى المخيخ الذي يحتوي على نصف الخلايا العصبية في الدماغ بأكمله - ومع ذلك فهم لا يزالون قادرين على الإدراك الواعي
نلاحظ أن عملية تحفيز الخلايا العصبية يتم بإشارات الوعي وموجاته الاهتزازية التي تضرب الخلايا العصبية بنمط متكرر ومتسارع مما يؤدي الى الاشكال الهندسية غير الخطية المعقدة والتي تبدو حرفيا مثل العقد نتيجة تداخل الموجات والاشكال الهندسية مع بعضها البعض- وهذا ما نفهمه من المصطلح القرآني "النفاثات في العقد" في سورة الفلق (قل أعوذ برب الفلق مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) ولتقريب كيفية تحفيز الخلايا العصبية بإشارات الوعي وموجاته الاهتزازية, نتذكر سرنجة الحقن، عندما نقوم بعملية الحقن السريع المتتابع.
الخلاصة اذن فان تأثيرات السحر والحسد تعتمد على آلية وميكانزيم "النفاثات في العقد"-
إن البنية الأساسية لأجهزة الحاسوب التي لدينا اليوم ــ المصنوعة من شبكات الترانزستورات لا يمكن أن تصل الى المستوى الضروري من تكامل المعلومات اللازم للوعي. وحتى لو كان من الممكن برمجتها لتتصرف مثل البشر، فلن تتمتع أبداً بحياتنا الواعية الثرية-
آلية السحر والحسد: عندما يقوم الحاسد بتوجيه وعيه ليحسد شخصا آخر لا بد أن يكون للشخص المحسود صورة رقمية مسجلة ومكتوبة في وعي الحاسد (كتاب مرقوم) ولها رقم يميزها عن الصور الرقمية الأخرى المخزنة في الوعي، وتعتبر بمثابة باسورد أو الرقم القومي للشخص المحسود
يقوم الحاسد باستحضار المشاعر السلبية والضغينة وتحميلها على الصورة الرقمية وارسالها عن طريق شبكة وعيه المتصلة بالوعي الكوني (الشبكة الكونية) – تقوم شبكة وعي الشخص المقصود بالحسد بالتقاط هذه الإشارة دون غيره من الأشخاص لأن الإشارة تحمل بصمته أو رقم الباسورد- تنتقل الإشارة الى الخلايا العصبية والتي تقوم بترجمتها الى إشارات كهروكيميائية في صورة ناقلات عصبية وهرمونات مثل الادرينالين والكورتيزون ومشتقاتهم- وطبيا تختلف درجة افراز الادرينالين ومشتقاته حسب قوة الإشارة مما يعني اختلاف شدة أعراض ومضاعفات الادرينالين من شخص لآخر-
بعض أعراض الادرينالين "الحسد والسحر":
1-على المستوى النفسي: الشعور بالاكتئاب والانقباض وتشويش الذاكرة والفكر بدون سبب واضح.
2- على المستوى العصبي: يكون الشخص في وضع التحفز مع رعشة في الجسم والعضلات وعندما تزداد شدة الاشارة قد تؤدي لحدوث تشنجات صرعية.
3- على مستوى الجسم: زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس ونسبة السكر وعسر الهضم والتعرق والقشعريرة-
آلية الحماية النفسية والفيزيائية من الحسد والسحر:
أهم شيء ينبغي فعله هو استحضار الوعي وتذكر قدرة الله تعالى وعلمه المحيط بكل شيء والتوجه بالدعاء ليكشف عنا الغمة (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) – وهناك بعض العلاجات الطبيعية
1-التدريب على الاسترخاء يوميًا
2- التحكم في تنفسك، وإبطاء ضربات قلبك، وإرخاء كل طرف على حدة، وما إلى ذلك. قد ترغب في قول كلمات أو عبارات لنفسك للمساعدة في الحفاظ على تركيزك لتخفيف توتر العضلات
3- التنفس بعمق مع شد كل مجموعة عضلية بقوة لمدة تصل إلى 10 ثوانٍ. ثم إرخاء العضلات والراحة لمدة تصل إلى 20 ثانية قبل الانتقال إلى المجموعة التالية من العضلات
4- وجدت الأبحاث أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة بهدف الاسترخاء كان فعالاً في تخفيف التوتر وفي تقليل مستويات هرمونات التوتر اللاحقة
5- التصور. في هذه التقنية، تركز على الصور الذهنية لنقل نفسك إلى مكان تجده هادئًا. على سبيل المثال، يمكنك الجلوس بهدوء وإغلاق عينيك، وفك الملابس الضيقة، واختيار صورة للتركيز عليها مثل شاطئ أو منتجع-