مجلس الخدمات المالية الإسلامية ولجنة بازل: التشابه والاختلافات.

يعتبر مجلس الخدمات المالية الإسلامية ولجنة بازل للإشراف على البنوك هما جهتان رئيسيتان تقومان بوضع المعايير الجديدة في صناعة الخدمات المالية. حيث يهدف مجلس الخدمات المالية الإسلامية إلى تعزيز واستقرار صناعة الخدمات المالية الإسلامية من خلال إصدار المعايير الإشرافية العالمية والمبادئ التوجيهية للصناعة. بينما تسعى لجنة بازل إلى تحسين جودة الإشراف المصرفي وتعزيز الاستقرار المالي في جميع أنحاء العالم عن طريق وضع المعايير الإشرافية والمبادئ التوجيهية وتعميمها.

وبالرغم من اختلاف مهامهما ومجالات التركيز، إلا أنهما يشتركان في بعض النقاط من حيث الأهداف والمبادئ والممارسات، على سبيل المثال :

1. التركيز التنظيمي: كلا المجلسين هما هيئتان تنظيميتان دوليتان تركزان على تنظيم وإشراف المؤسسات المالية. حيث تركز لجنة بازل على المؤسسات المصرفية التقليدية، فإن المجلس الإسلامي يركز على المؤسسات المالية الإسلامية.

2. وضع المعايير: كلا الجهات مسؤولة عن وضع المعايير والتوجيهات لتنظيم وإشراف المؤسسات المالية. تغطي هذه المعايير مجالات مثل إدارة المخاطر وكفاءة رأس المال والحوكمة.

3. التعاون الدولي: يشجع كل من المجلس الإسلامي ولجنة بازل على التعاون الدولي بين الهيئات التنظيمية والمؤسسات المالية. يعملون مع منظمات دولية أخرى لضمان أن معاييرهم متسقة مع أفضل الممارسات العالمية.

4. العضوية: تتضمن كلتا المنظمتين هيكل عضوية يشمل البنوك المركزية والسلطات التنظيمية والمؤسسات المالية. ومن المتوقع من أعضاء كلتا المنظمتين الامتثال للمعايير والتوجيهات التي يضعها الجهة المعنية.

5. طبيعة غير ملزمة للمعايير: تعتبر معايير كل من المجلس الإسلامي ولجنة بازل غير ملزمة بطبيعتها، والتي تعني أنه ليس من الضروري بموجب القانون على الدول الأعضاء والمؤسسات الامتثال لهذه المعايير. ومع ذلك، فإنها مقبولة على نطاق واسع كأفضل الممارسات في الصناعة وغالبًا ما يتم اتباعها طواعية.

علاوة على ذلك، اعتمدت كلتا المنظمتين نهجًا قائمًا على المبادئ في وضع المعايير، وهذا يعني أن معاييرهما وإرشاداتهما تستند إلى مبادئ أساسية بدلاً من قواعد محددة. هذا النهج يسمح بالمرونة والتكيف مع سياقات وحالات مختلفة مع ضمان الاتساق والترابط عبر الاختصاصات والأسواق.

ومع ذلك، هناك أيضًا بعض الاختلافات بين مجلس الخدمات المالية الإسلامية ولجنة بازل، وذلك بسبب طبيعة صناعة الخدمات المالية الإسلامية. على سبيل المثال :

1. التركيز: يركز مجلس الخدمات المالية الإسلامية بشكل رئيسي على صناعة الخدمات المالية الإسلامية، في حين أن نطاق لجنة بازل أوسع وتغطي جميع أنواع المؤسسات المالية.

2. المبادئ: تستند معايير وإرشادات مجلس الخدمات المالية الإسلامية إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، والتي تتطلب الامتثال للقيم الأخلاقية والمعايير المالية في المعاملات المالية. بينما لا تستند معايير وإرشادات لجنة بازل إلى أي مبادئ دينية أو أخلاقية محددة.

3. النطاق: تغطي معايير وإرشادات مجلس الخدمات المالية الإسلامية مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالتمويل الإسلامي، بما في ذلك إدارة المخاطر وحوكمة الشركات ومعايير المحاسبة. بينما تغطي معايير وإرشادات لجنة بازل مجموعة أوسع من الموضوعات، بما في ذلك الإشراف المصرفي والكفاءة الرأسمالية ومخاطر السوق.

4. العضوية: تتألف عضوية مجلس الخدمات المالية الإسلامية بشكل أساسي من السلطات التنظيمية والإشرافية من الدول التي تمتلك صناعة خدمات مالية إسلامية كبيرة. بينما تتضمن عضوية لجنة بازل المصارف المركزية والسلطات الإشرافية للبنوك من جميع أنحاء العالم.

5. التنفيذ: لا تعتبر معايير وإرشادات مجلس الخدمات المالية الإسلامية قانونية الالتزام، وتنفيذها هو اختياري. بينما يتم تبني معايير وإرشادات لجنة بازل في العادة في القوانين واللوائح الوطنية، ويتم تنفيذها بشكل إلزامي للمؤسسات المالية التي تعمل في تلك الاختصاصات.

ختاماً، فإن مجلس الخدمات المالية الإسلامية ولجنة بازل للإشراف على البنوك هما منظمتان رئيسيتان في صناعة الخدمات المالية العالمية، ويشتركان في بعض الشبه في أهدافهما وطرقهما. وبالرغم من اختلافاتهما، تلعب كل من المنظمتين دورًا حاسمًا في تعزيز الاستقرار المالي والشفافية والمساءلة في النظام المالي العالمي.