سوريا: برنامج الأغذية العالمي يدعو لمزيد من التمويل لتوفير الغذاء والدعم للملايين
يدعو برنامج الأغذية العالمي لتوفير تمويل عاجل لتوسيع توسيع نطاق مساعداته بهدف الوصول إلى 2.8 مليون شخص من النازحين والمحتاجين للغذاء في جميع أنحاء سوريا.
أدى النزاع المسلح الأخير إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تفاقم وضع الأمن الغذائي المتدهور بالفعل. تتزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل ملحوظ مع استمرار تطور الأحداث في سوريا ومع محاولة شعبها التكيف مع مرحلة انتقال سياسي.
يقول المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا كين كروسلي: "في هذا الوقت الحرج بالنسبة للسوريين، يجب أن نضمن حصول الفئات الأكثر ضعفًا على الغذاء والمساعدة التي يحتاجونها". وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى دعم المانحين لاستمرار جميع عملياتنا في أنحاء البلاد. السوريون أمام فرصة لبداية جديدة، ولا يمكننا أن ندع الجوع يعوق طريقهم".
منذ بداية الأزمة الحالية، تمكّن البرنامج من تكثيف عملياته بسرعة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث قدم حصصًا غذائية جاهزة للأكل وسلال غذائية ووجبات طازجة وساخنة لنحو 70,000 نازح في المناطق الأكثر تضررًا. كما استأنف البرنامج توزيع الغذاء وتقديم الوجبات الساخنة للنازحين في حمص وحلب والرقة والحسكة، بعد أيام من عدم الاستقرار والاضطرابات.
لقد تركت الحرب التي دامت ما يقرب من 14 عامًا العديد من السوريين في حالة ضعف شديدة؛ حيث كان حوالي 12.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في بداية هذا العام، منهم 3 ملايين في حالة انعدام أمن غذائي حاد، بينما انخفضت المساعدات الإنسانية بشكل كبير بسبب نقص التمويل.
حاليًا، تعاني طرق الإمداد من اضطرابات، وترتفع أسعار الغذاء بشكل كبير، وتستمر قيمة العملة السورية في الانخفاض. اكما أن هناك نقصًا في السلع الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت، بينما شهدت أسعار الخبز ارتفاعًا حادًا.
مع تزايد الاحتياجات بسرعة، يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 250 مليون دولار أمريكي بشكل عاجل للأشهر الستة القادمة لشراء وتوزيع المساعدات الغذائية دون انقطاع على 2.8 مليون نازح وفرد من الفئات الضعيفة في سوريا. تعتبر المساهمات المرنة ضرورية للسماح للبرنامج بالعمل بكفاءة في كل المحافظات.
"يدعو برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والممتلكات الإنسانية، حتى نتمكن من بدء العمل لبناء مستقبل أفضل في سوريا"، أضاف كروسلي.
حتى الآن هذا العام، قام البرنامج الأغذية العالمي بتوفير المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في سوريا. في عام 2023، قبل أن تضطر أزمة نقص التمويل إلى إيقاف برنامج المساعدات الغذائية العامة الذي كان يدعم 5.5 مليون شخص.
اضطرت العديد من العائلات على بيع غذائها وممتلكاتها، وإرسال أطفالها للعمل، وشراء الطعام بالدين، أو التسول والبحث عن الطعام.
يؤمن برنامج الأغذية العالمي أن استمرار عدم الاستقرار وتعطل طرق الإمداد الحيوية إلى جانب التراجع الموسمي في الإنتاج الزراعي، سيؤدي إلى تفاقم نقص الغذاء والسلع الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل أكبر.
التداعيات على الأمن الغذائي مقلقة للغاية. حتى قبل الأزمة الحالية، كان هناك 3 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد داخل البلاد، حيث تضاعفت تكلفة المعيشة ثلاث مرات خلال العامين الماضيين. اليوم، لا يشتري الحد الأدنى للأجور سوى أقل من خمس احتياجات الأسرة الأساسية من الغذاء وعُشر احتياجات الأسرة الأساسية فقط.
في الوقت نفسه، يدعو برنامج الأغذية العالمي لحماية العاملين في المجال الإنساني والمدنيين والممتلكات الإنسانية. يمكن أن تعرض أي أعمال فوضى أو نهب المخزونات الإنسانية للخطر، مما يهدد حياة العديد من الأشخاص الذين يحتاجون بشدة إلى المساعدة.
تأتي هذه الأزمة في وقت تعمل فيه الوكالات الإنسانية معًا بالفعل لتلبية احتياجات أكثر من 500,000 شخص عبروا الحدود مؤخرًا إلى سوريا هربًا من الصراع في لبنان - بما في ذلك 420,000 شخص يدعمهم برنامج الأغذية العالمي.
تستمر الوجبات المدرسية والتغذية وتدخلات الإنعاش المبكر دون انقطاع، على الرغم من أن تضاؤل التمويل الإنساني يحد من قدرة البرنامج على تنفيذ هذه الأنشطة على نطاق واسع.
برنامج الأغذية العالمي يدعو إلى توفير 250 مليون دولار أمريكي لمساعدة 2.8 مليون شخص في عام 2025.