تأمين مخاطر الإنترنت

تأمين مخاطر الإنترنت

 يقدر حجم سوق التأمينات ضد المخاطر الإلكترونيةcyber risques -  - ب 9.2 مليار دولار أمريكي في عام 2022 حسب  شركة إعادة التأمين  Munich Ré. وقد يصل هذا المبلغ إلى 22 مليار دولار أمريكي في عام 2025 وفقًا لإسقاطات لذات الشركة.        

و على الرغم من أن الطلب متزايد على هذه التغطية، يمر سوق التأمين ضد المخاطر الإلكترونية في منطقة تذبذب بسبب زيادة وتيرة وشدة الهجمات الإلكترونية. حيث تكشف عوامل أخرى، مثل التحول إلى الرقمية الشاملة و استعمال السحابة بشكل اوسع - cloud -، عن الفجوة بين احتياجات التأمين وقدرة السوق على توفير التغطية المناسبة.

عام 2021 تأكد فيه شعبية التأمين السي براني مع زيادة بنسبة 21٪ في الشركات التي تتبنى سياسة الاكتتاب في هذا النوع من التأمين. والتحدي يكمن في إيجاد القدرة اللازمة و الكافية لتلبية الطلب في بيئة تتميز بالتعرض لمخاطر عالية وفقًا لشركة إعادة التأمين السالفة الذكر.

 كما ظهر إحجام عن تغطية بعض المخاطر السيبرانية بين شركات التأمين منذ بداية الصراع الروسي الأوكراني في أعقاب سلسلة الهجمات الإلكترونية التي شنها المتحاربون ضد أهداف استراتيجية.

حيث استمرت الهجمات الإلكترونية في الازدياد في الشدة والخطورة سنة 2021. وقد أدى جائحة كوفيد-19 و تعميم استخدام العمل عن بعد إلى تفاقم الوضع.

حيث قامت شركة Orange Cyberdéfense بدراسة كشفت عن زيادة الهجمات الإلكترونية بنسبة 13٪ في جميع أنحاء العالم سنة 2021. وبوسطة تقنيات متطورة للغاية و متوفرة، لا يتردد القراصنة في مهاجمة الدول والمنظمات الحكومية والشركات و الأفراد.

حيث أظهر استطلاع بعنوان "استبيان وتقرير حالة برامج الفدية لعام 2021" ، الذي أجرته شركة الأمن السي براني ThycoticCentrify، أن 64٪ من المستجوبين اعترفوا بأنهم كانوا ضحايا هجوم برمجيات الفدية خلال عام 2021، و 83٪ من الشركات التي تعرضت للهجوم قد دفعت فدية من اجل استعادة المعلومات المستهدفة.

ان الشركة Check Point Software، المتخصصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، المتواجدة في كاليفورنيا، أكدت أن عدد محاولات التسلل ارتفع بشكل كبير في عام 2021. وتبلغ هذه الزيادة 68٪ في أوروبا. و لقد فاق المعدل الأسبوعي للهجمات الإلكترونية 600 هجوماً على الشركات.

شهدت أمريكا الشمالية زيادة بنسبة 61٪ في هذا النوع من الهجمات مع حوالي 500 محاولة قرصنة أسبوعيًا. هاتان المنطقتان تتبعهما أمريكا اللاتينية (+ 38٪) ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ (+ 25٪) وأفريقيا (+ 13٪).

أما تكلفة الهجمات الإلكترونية للشركات، فتختلف حسب اهمية رقم أعمال الشركات. قدر بمبلغ 7.000 يورو للشركات الجد الصغيرة (TPE) و 300.000 يورو للشركات الصغيرة والمتوسطة (pme).

 يبلغ متوسط مبلغ طلب الفدية حوالي 220.000 يورو. يضاف إلى هذا المبلغ رسوم أخرى غير مباشرة تتعلق بالإصلاحات وشراء المعدات وتدخل الفرق المختصة وانقطاع النشاط. غالبًا ما تكون هذه التكاليف الإضافية أعلى من 5 إلى 10 مرات من مبلغ الفدية.

 احصائيات الهجمات الإلكترونية الكبرى في عام 2021

كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس): سرقة أرقام الضمان الاجتماعي لمواطنين أمريكيين،

فبراير: سلسلة من الهجمات التي استهدفت سلسلة التوريد الخاصة بشركة Accellion وخوادم جهاز نقل الملفات (FTA) الخاص بها ،

آذار (مارس): اختراق البريد الإلكتروني لـ Microsoft. تأثرت أكثر من 30000 شركة ومنظمة، بما في ذلك الهيئة المصرفية الأوروبية،

آذار (مارس) - تشرين الأول (أكتوبر): عدة هجمات ضد شركة تصنيع الأجهزة ACER. تم استهداف الشركة من قبل برنامج الفدية في مارس مع طلب فدية بقيمة 50 مليون دولار. تعرض فرعها الهندي وبنيتها التحتية في تايوان للهجوم مرة أخرى في أكتوبر ،

آذار (مارس): هجوم متطور للأمن السيبراني وتعطيل خدمات المراسلة لشركة CNA Financial ، إحدى أكبر شركات التأمين في الولايات المتحدة ،

أبريل: تسرب ضخم للبيانات في LinkedInو Facebook

مايو: هجوم برمجيات الفدية ضد مجموعة كولونيال بايبلاين ،

أيار / مايو: هجوم على فرع لجماعة أكسا. سرق مجرمو الإنترنت عدة تيرابايت من البيانات الحساسة. تقدر الخسائر بـ 5.5 مليار دولار أمريكي ،

ديسمبر: اقتحام نظام الكمبيوتر للجيش البلجيكي ،

كانون الأول (ديسمبر): هجوم إلكتروني واسع النطاق على حكومة كيبيك.

تصلب سوق التأمين الإلكتروني

تعد الجرائم الإلكترونية من بين المخاطر الاولى التي تخشها الشركات حيث تجد صعوبة متزايدة في العثور على غطاء مناسب لدى شركات التأمين، و لو بأسعار باهظة. هذا الوضع يجعل شركات التأمين تحاول تخفيض تعرضها لهذه المخاطر تدريجيًا أو حتى التخلص تمامًا منها(تصفية محفظتها). النتيجة المباشرة أصبح سوق التأمين الإلكتروني ضيقًا.

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال تجديد عقود التأمين السنة المالية 2022 سجلت جميع الشركات زيادة كبيرة في أسعار التأمين السيبراني ، لدرجة أن بعض هذه الشركات تشعر بالقلق من أنها لن تكون قادرة على دفع الأقساط المطلوبة في المستقبل.        

ان شركات التأمين، AIG و Chubb و Allianz، تحتل الصدارة من خلال التعويضات المقدمة للمكتبين. لذلك قررت هذه الشركات (التأمين) تقليص قدراتها. (تقلص 30٪ عام 2021 و 50٪ عام 2020.) حيث أصبحت القدرة الحالية للسوق العالمية لا تسمح بتجميع حقيقي للمخاطر.(Mutualisation des risques difficile)

To view or add a comment, sign in

More articles by Mhamed Bokhari

Explore topics