اغتنام الفرص: تأثير الانفتاح الاقتصادي السوري على الأردن مع السيد علاء أبو صوفة
التأثير الاقتصادي للانفتاح الاقتصادي السوري على الأردن: رؤى من علاء أبو صوفة
في مقابلة خاصة ببرنامج الاقتصاد على قناة المملكة يوم الأحد، تحدث علاء أبو صوفة، ممثل قطاع الصناعات الإنشائية في غرفة صناعة الأردن، عن التأثير الاقتصادي المحتمل لانفتاح سوريا الاقتصادي على الأردن. وأكد السيد أبو صوفة على الفرص الكبيرة التي يمكن أن تعزز التجارة بين البلدين، مشددًا على أهمية التحرك السريع والاستفادة من الدروس السابقة، خصوصًا في التجارة مع العراق.
أهمية سوريا كرافد اقتصادي للأردن
بدأ السيد أبو صوفة بالتأكيد على أهمية سوريا بالنسبة للأردن باعتبارها دولة مجاورة وشريكًا اقتصاديًا رئيسيًا.
وقال:
"سوريا هي شريان حياة مهم للأردن. استقرار سوريا سيفتح المجال لتعزيز التبادل التجاري وإعادة بناء العلاقات الاقتصادية التي كانت قائمة قبل الأزمة."
وأشار إلى أن الميزان التجاري بين الأردن وسوريا في عام 2011 بلغ حوالي 450 مليون دينار أردني، وهو رقم يمكن استعادته بل وزيادته إذا ما أعيد تنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية بسرعة وفعالية.
النقل كعامل استراتيجي في تعزيز التجارة
شدد أبو صوفة على أهمية تطوير قطاع النقل لتعزيز التجارة بين الأردن وسوريا، موضحًا:
"يمكننا اليوم الاستفادة من الموقع الجغرافي للأردن كشريان لوجستي رئيسي. السلع الآسيوية التي تمر عبر العقبة يمكن أن تصل بسهولة إلى سوريا، والعكس صحيح بالنسبة للسلع الأوروبية والأمريكية التي يمكن نقلها برًا عبر سوريا إلى الأردن."
وأوضح أن خفض تكاليف الشحن بنسبة 15-20% سيمنح الأردن ميزة تنافسية مقارنة بالدول الأخرى. وأكد أن مثل هذه التخفيضات ستنعكس إيجابًا على تنافسية المنتجات الأردنية في الأسواق السورية واللبنانية.
دروس مستفادة من التجربة العراقية
أكد أبو صوفة أن تجربة الأردن مع العراق تقدم دروسًا هامة يجب أن توجه تعامل الأردن مع السوق السورية.
وأوضح:
"عندما تأخرنا في فتح الحدود مع العراق، استغلت دول مثل تركيا وإيران الفرصة. واليوم، يجب أن نتجنب تكرار ذلك مع سوريا. المفتاح هو فتح الحدود وتطوير العلاقات الاقتصادية بسرعة."
كما حذر من السياسات التي تعيق تدفق التجارة، مثل نظام النقل (Back-to-Back) الذي يزيد من تكاليف النقل ويضعف تنافسية المنتجات الأردنية.
الصناعات الإنشائية وإعادة الإعمار
أشار أبو صوفة إلى أن الصناعة الإنشائية الأردنية في موقع متميز لتلعب دورًا رائدًا في إعادة إعمار سوريا ولبنان.
وقال:
"الأردن مستعد لتلبية احتياجات السوقين السوري واللبناني من مواد البناء مثل الأسمنت والحديد بأسعار تنافسية وجودة عالية. يمكننا توفير منتجاتنا بأسعار أقل من المنافسين مثل تركيا مع الحفاظ على جودة متفوقة."
وشدد على أن لدى الأردن طاقة إنتاجية فائضة، مما يجعله قادرًا على تلبية الطلب على مواد البناء في كل من سوريا ولبنان.
دعوة للتعاون الحكومي والتجاري
وفي ختام حديثه، وجه أبو صوفة دعوة صريحة لكل من الحكومتين الأردنية والسورية لتعزيز التعاون الاقتصادي وإزالة العوائق أمام تدفق التجارة.
وقال:
"على الحكومة الأردنية تبني سياسات تدعم الصادرات وفتح الحدود بسرعة. وعلى الجانب السوري الاستمرار في إصدار قرارات تسهل دخول البضائع الأردنية."
وأكد على أهمية وضع استراتيجية طويلة الأمد لإعادة بناء العلاقات التجارية بين الأردن وسوريا ولبنان، مشددًا على أن "هذه فرصة تاريخية للأردن ليكون في طليعة الشراكات الاقتصادية في المنطقة."
درس للأردن: رؤى من التجربة العراقية
تجربة الأردن مع العراق تسلط الضوء على مخاطر التردد في السعي وراء الفرص التجارية. ومع استكشاف الأردن للأسواق في سوريا ولبنان، فإن أي تأخير - سواء بسبب مخاوف أمنية أو تحديات إدارية - قد يؤدي إلى خسارة الفرص. وشدد علاء أبو صوفة على أهمية الموازنة بين الإجراءات الأمنية الوطنية والخطوات التي تسهل التجارة وتعزز التعاون الاقتصادي لضمان تموضع الأردن بشكل جيد لاغتنام هذه الفرص الناشئة.
دعوة علاء أبو صوفة للتحرك: اغتنام الفرص في سوريا ولبنان
وجه السيد أبو صوفة رسالة واضحة: "يجب على الأردن أن يتحرك بسرعة “
تمثل إعادة إعمار سوريا ولبنان فرصة فريدة للصناعات الأردنية لتوسيع أسواقها التصديرية وترسيخ مكانتها كقائد إقليمي في الإنتاج والتجارة. وللاستفادة من هذه الفرصة، يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات حاسمة تشمل:
1. تبسيط الخدمات اللوجستية التجارية: إنشاء شبكات نقل بري فعالة وسلاسل تجارية سلسة.
2. الدخول المبكر إلى الأسواق: تأمين موطئ قدم قبل أن يسيطر المنافسون على السوق.
3. الجودة العالية والأسعار التنافسية: استغلال القدرات الصناعية الأردنية لتقديم منتجات متفوقة بأسعار منافسة.
مسار استراتيجي للمضي قدمًا
شدد السيد أبو صوفة على ضرورة التعاون بين أصحاب المصلحة الرئيسيين - مثل غرفة صناعة الأردن والجهات الحكومية واللجان والجمعيات التجارية - لتطوير خطة عمل موحدة. ويجب أن تركز هذه الاستراتيجية على:
1. التنسيق مع المجلس الاقتصادي الملكي لتحديد أولويات التجارة بوضوح.
2. بناء شراكات مع أصحاب المصلحة الإقليميين لضمان عمليات سلسة عبر الحدود.
3. الموازنة بين الأمن والتجارة: تنفيذ تدابير إدارية تحمي مصالح الأردن مع تسهيل التجارة.
لدفع هذا الأجندة إلى الأمام، دعا أبو صوفة إلى "قيادة نقاشات استراتيجية" مع صانعي السياسات وقادة الصناعة وغيرهم لضمان اتخاذ خطوات فعالة وفي الوقت المناسب للاستفادة من هذه الفرصة. ومن خلال تعزيز الحوار وبناء التوافق، يمكن للأردن أن يثبت نفسه كشريك رئيسي في عملية إعادة الإعمار وديناميكيات التجارة الإقليمية.
كما حذر من التأخير، مؤكدًا أن الفشل في التحرك الحاسم قد يؤدي إلى تراجع الأردن أمام منافسين أكثر نشاطًا. مستذكرًا التجارب السابقة، قال:
"إذا لم نتحرك الآن، سيتقدم الآخرون وسنفقد هذه النافذة من الفرص"
الخاتمة: رؤية الأردن للقيادة الإقليمية
تمثل إعادة إعمار سوريا ولبنان أكثر من مجرد فرصة اقتصادية؛ إنها فرصة للأردن لإثبات قيادته الإقليمية وقوته الصناعية. ومن خلال العمل بالدروس المستفادة من الماضي، وتحسين الخدمات اللوجستية، وتعزيز التعاون عبر القطاعات، يمكن للأردن أن يصبح شريكًا حيويًا في جهود إعادة الإعمار بالمنطقة.
وكما اختتم السيد أبو صوفة حديثه "يجب أن نكون أول من يبدأ حركة التجارة الاقتصادية. التأخير ليس خيارً"
لمشاهدة الحلقة كاملة اضغط على الرابط التالي: