The reasons for the emergence of organizations (Islamic ) armed in Syria أسباب نشوء التنظيمات (الإسلامية) المسلحة في سورية

The reasons for the emergence of organizations (Islamic ) armed in Syria أسباب نشوء التنظيمات (الإسلامية) المسلحة في سورية

  • إطلاق سراح عدد من المعتقلين الإسلاميين بموجب عفو رئاسي بتاريخ 7.3.2011 في المرسوم التشريعي رقم 34 لعام 2011 الذي يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ هذا المرسوم.
  • إطلاق سراح المئات من المعتقلين الإسلاميين ( بناء على نجاح مشروع "دولة صيدنايا الإسلامية") ومنهم من هو محسوب على تنظيمات إسلامية مختلفة كالقاعدة وحزب التحرير والأخوان المسلمين وبشكل خاص من سجن صيدنايا العسكري وفرع فلسطين بموجب المرسوم التشريعي رقم 61 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31/5/2011 ويشمل العفو كل الموقوفين المنتمين لتيارات سياسية والعفو عن نصف العقوبات في الجنايات شريطة عدم وجود ادعاء شخصي(مع العلم لم يطلق سراح من اعتقل من المتظاهرين واستمرت حملات الإعتقال والإخفاء القسري) و بعض هؤلاء الذين أطلق سراحهم أصبحوا قادة لأهم الفصائل (الإسلامية) المسلحة المعارضة مثل زهران علوش قائد جيش الإسلام و أحمد الشيخ المكنى بأبي عيسى أمير صقور الشام وحسان عبود الملقب بأبي عبد الله الحموي أمير أحرار الشام الذي لاقى حتفه مع 47 قيادياً من الصفين الأول والثاني من تنظيمه منهم  أبو يزن الشامي، أبو طلحة المخزومي، أبو عبد الملك الشرعي، أبو أيمن رام حمدان القائد العسكري، محي الدين الشامي نائب حسان عبود، أبو حمزة، أبو أيمن الحموي، أبو سارية الشامي، أبو يوسف بنش، طلال الأحمد تمام وأبو الزبير الحموي بعملية اغتيال محكمة بزرع عبوة معدنية كوكا كولا تحتوي على غازات قاتلة يوم الثلاثاء بتاريخ ليل 09.09.2014 في بلدة رام حمدان في ريف إدلب في أحد المقرات الأمنية المحصنة لأحرار الشام.
  • تسهيل تهريب نحو 1500 معتقل إسلامي من سجن أبو غريب في العراق جلهم من أتباع تنظيمات السلفية الجهادية والقاعدة.
  • انعكاسات الحالة العراقية: شكل التدخل الإيراني المباشر في العراق وحل الجيش العراقي وانفراط عقد الأجهزة الأمنية عقب التدخل الامريكي عام 2003 وتكريس الحالة الطائفية السياسية الموالية لإيران وممارسة شتى انواع الظلم والاستبداد في حق سنة العراق الى صناعة التطرّف والإرهاب الذي ولد التطرف والإرهاب المضاد مما منح البيئة الملائمة لدخول تنظيم القاعدة ونشوء أذرع للتطرف (الاسلامي السني) مدعوما بقيادات وكوادر عسكرية وأمنية رفيعة المستوى سنية من النظام العراقي السابق(بعضها يمتلك علاقات متينة وتعاون مع الأجهزة الأمنية السورية) في مواجهة التطرّف الشيعي المدعوم و الموجه إيرانياً .

ذات الحالة من التطرّف والإرهاب والتطرف والإرهاب المضاد ودوامة العنف في العراق والدفع نحو الاقتتال الطائفي عملت إيران على تكريسها في سورية من خلال توجيهاتها للنظام السوري فتم تسجيل الكثير من الممارسات للدفع نحو انشاء التطرّف السني والاقتتال الطائفي في مواجهة التطرّف (العلوي - الشيعي) المدعوم بميليشيات ومرتزقة من الشيعة المتطرفين من لبنان والعراق واليمن (الحوثيين) وأفغانستان (من عشائرالهازارا الشيعية الموالية لإيران) وغيرها من دول وسط آسيا وبعض المتطرفين من الشيعة العرب الموالين لإيران.

هذه البيئة أو الظاهرة رغم انها آنية وظرفية وغريبة على المجتمع السوري المحتقن ساعدت على دخول وتغلغل المقاتلين العرب والأجانب الوافدين من شتى اصقاع العالم و الذين سهلت لهم بعض دولهم وبعض القوى الإقليمية والدولية سفرهم الى سورية بغية التخلص منهم دفعة واحدة مما مكن تنظيم القاعدة وأخواته من التغلغل في سورية واستقطاب الجهاديين السنة لتأطيرهم ضمن تنظيم يخدم أفكارهم ومصالحهم في إطار تقاطع مصالح مشتركة فإيران تسعى الى شيطنة المسلمين السنة وحصرهم ضمن كيان هزيل يمزقه التطرّف والتخلف في مثلث يمتد من الرقة الى دير الزُّور والموصل في حين توطد ايران دعائم هلالها الشيعي ونفوذها السياسي الممتد من طهران الى لبنان والساحل السوري عبر العراق وسورية ونجحت العديد من أجهزة أمن بعض القوى الإقليمية والدولية من زرع خلايا وأجنحة تعمل لصالحها ضمن مايسمى تنظيم الدولة (الاسلامية) داعش وأخواتها وضمن جبهة النصرة وأغلب الفصائل الأخرى وعلى رأس هذه الأجهزة المخابرات السورية والروسية والإيرانية.

  • شكل تدخل ايران عسكرياً وأدواتها حزب الله والميليشيات العراقية الشيعية المتطرفة المتعددة في سورية عامل جذب أساسي  ومغناطيسي لتوافد الجهاديين والمتطرفين (السنة) من خارج الحدود.
  • شكلت فتوى الشيخ يوسف القرضاوي وفتاوى علماء السنة للجهاد في سورية عامل دفع مساعد لتوافد الجهاديين والمتشددين.
  • رغبة القوى الإقليمية والدولية بأن تكون الحرب في سورية حرب استنزاف وتمسكها بإضعاف واستنزاف كل الأطراف المتحاربة على الأرض والحفاظ على حالة اللامنتصر واللامهزوم بين طرفي النظام والمعارضة إلى جانب عدم وجود قرار بإسقاط النظام والحفاظ على الجيش النظامي مع اعتماد استراتيجية الإفساد الممنهج لفصائل الجيش السوري الحر والشح في الدعم العسكري الذي يضمن فقط استمرار المعارك عاملاً أساسياً نحو تفتيت الجيش السوري الحر وإضعافه وتلاشيه لصالح نمو القوى الإسلامية والمتطرفة وتحويل سورية إلى دولة فاشلة.

الحقيقة التي لا مراء فيها هي أنه على الغرب والمجتمع الدولي أن يعي أنه لا يمكن القضاء على الاٍرهاب والتغلب على الحركات والتنظيمات الإرهابية إلا إذا أتى و ساعد بصدق بوضع حلول حقيقية للأزمات التي تعصف في سورية والعراق و بالعالمين العربي والإسلامي فالرعب المنظم جرى إنشاؤه حجرا بحجر فأحاط بالجميع ويحاصر الجميع والجميع سيدفع ثمن الفوضى والتطرف لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والعراق رغم ظن البعض في أجهزة بعض الدول الغربية أن الأوضاع تحت السيطرة.

الدول الغربية بحاجة الى مراجعة نقدية عاجلة لسياساتها وعلى رأسها السياسة الخارجية نحو الدول التي أغرقت بالعنف والتطرف (إن أرادت ان تنقذ نفسها من نفسها) فمشكلة بعض الغربيين مع أنفسهم وليس مع الآخر ومن نرجسية الانحطاط والفوقية التي يغرقون فيها وأن يعلموا أن الشعوب التي انفجرت في مواجهة الأنظمة السياسية القمعية التي رعوها عقودا في العالمين العربي والإسلامي إنما انفجرت لأنها تطالب بحقها في الحياة و بنفس القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية التي يدعي الغرب الدفاع عنها وهي قيم الحرية والكرامة والعدالة  الاجتماعية.

على الغرب أن يقتنع أن مصالحه الاستراتيجية يمكنه الحفاظ عليها في العالمين العربي والإسلامي  بالشراكة الاستراتيجية مع شعوب المنطقة وليس اعتبار تلك البلدان فقط فضاءات وأسواق مزدهرة لبيع المنتجات والأسلحة .

 

إن العنف يولد العنف و القمع يولد التطرف والتطرف يؤدي إلى الإرهاب كنتائج طبيعية للفعل وردة الفعل وردة الفعل هي النتيجة وليست السبب ،وبالتالي معالجة النتيجة تقوي السبب وتدفع للمزيد من التطرف والإرهاب لذلك معالجة أي ظاهرة تبدأ من معالجة أسبابها وإلا فإن نتائج المعالجة قطعاً ستكون عكسية.

إن بقعة الضوء في نهاية النفق ،هي التي تحدد إتجاه حركة المجموع للخروج منه ،ولكن إذا سُدت ،يصل بالمجموع إلى حالةٍ من اليأس، ممايصعب على الجميع التنبؤ باتجاه وكيفية الحركة ،وهذا بحد ذاته من أهم أسباب توالد التطرف والإرهاب.

 

النظام السوري كان موفقاً في مسألتين متناقضتين، ولكنهما في الحقيقة متكاملتان: تصنيع الإرهابيين من جهة، وطرح نفسه كخيار وحيد في خندق الغرب في الحرب على الإرهاب وملاحقة الإرهابيين ومطاردتهم من جهة ثانية وهذا مابدى واضحاً في مؤتمر جنيف 2.

لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا بحل الأسباب، أما الاستمرار بالصمت والتلكؤ فسيكون أهم عوامل الإرهاب العابر للحدود كنتيجة طبيعية لهذه السياسات.

فهد المصري

رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سورية

منسق مجموعة الانقاذ الوطني

لعرض أو إضافة تعليق، يُرجى تسجيل الدخول

المزيد من المقالات من Fahad ALMASRI